.•:* ღ*:•.الحل يكمن في زيادة عدد الفرق وعودة مسرح التربية.•:* ღ*:•.

أوجاع وهموم المسرح في قطر لن تنتهي وأزمات دور العرض والدعم المالي وهجرة الفنانين للتليفزيون وغيرها من المعوقات جميعها باتت معلومة لدى الجميع ولكن قرار حلها بين يدي المسؤولين في وزارة الثقافة الذين حرّكوا المياه الراكدة بعد عرض العملين المرشحين لمهرجان المسرح الخليجي وهما: مجاريح وأسفار الزباري ضمن فعاليات احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، وتابعنا باهتمام كبير حالة الحراك المسرحي التي شهدها مسرح قطر الوطني وفرقتا الدوحة وقطر المسرحيتان وسألنا الفنانين عن امكانية استمرار حالة الحراك هذه طوال العام وجاءت إجاباتهم معظمها بالنفي لنقدّم الحالقة الثانية في تحقيقنا الحراك المسرحي.. الواقع والمأمول:

مسرح خاص لكل فرقة
ويؤكد الفنان إبراهيم محمد المدير المالي والإداري لفرقة الدوحة المسرحية أن جميع المسرحيين يتمنون استمرار حالة الحراك طوال العام وأن تنتج كل فرقة 4 أعمال أو أكثر سنويًّا، ولكن عدم وجود خشبة مسرح أمر يعيق موضوع الإنتاج الغزير للأعمال المسرحية، كما أن إنتاج الأعمال المسرحية يحتاج الى ميزانيات كبيرة ودعم متواصل ونحن نفتقد الدعم بالشكل الكافي، فكيف يستقيم الأمر أن يكون الدعم الذي نحصل عليه لإنتاج عرض مسرحي هو نفسه الذي كنا نحصل عليه في الثمانينيات، ويشير محمد الى أن هجرة الفنانين من المسرح الى التليفزيون كانت لأسباب مادية ومن شاهدناهم مؤخراً حضروا للمشاركة ولكنها ليست ظاهرة عامة.
وعن الفنانين غير المنتسبين لأي من الفرقتين الأهليتين قال: هناك بعض الفنانين لم ينتسبوا بالفعل إلى فرقتي الدوحة وقطر بعد عملية دمج الفرق واتخذوا موقفاً رافضاً لعملية الدمج حتى عودة الفرق الأربع أو فرقة أخرى، والجميع يدرك أن الدمج حدث كعملية تقشف في حينها وعودة هذه الفرق أمر صعب، والحل من وجهة نظري يكون بإنتاج الكثير من الأعمال من جميع الفرق والأندية والمراكز بدعم من وزارة الثقافة والفنون والتراث، وأن تتخذ قرارات لحل المشاكل ولكن قرارات فعالة ويتم تطبيقها على أرض الواقع، ويضيف إبراهيم محمد قائلاً: منذ سنوات عديدة أتذكر أن وزارة الثقافة قرّرت تنفيذ مشروع تمليك أراضٍ للفرق بحيث يبنى كل فرقة مبنى خاص لها يضم خشبة مسرح للعروض وللبروفات، وفى هذا الوقت كانت الأمور تسير بشكل جيّد حتى إننا اتفقنا مع بنك لتنفيذ البناء في الأرض، كما خاطبتنا وزارة البلدية آنذاك مطالبة بالإسراع في استلام الأراضي، ولكن سرعان ما هدأت الأمور ولم يعد أحد يتابع الموضوع ولم تخاطب وزارة الثقافة وزارة البلدية ما أدى الى سحب الأراضي من قبل البلدية، وأكد محمد أن مثل هذا الموضوع لو قدّر له أن يتم كان سيسهم بشكل كبير في حل أزمة المسرح إذ أنه سيكون لكل مرقة خشبة مسرح مستقلة ما يؤهلها إلى زيادة إنتاجها بالطبع وستكون هناك عروض طوال العام، كما سيتم تشغيل المسرح في هذه الأمور وهو الأمر الذي سيعود بالنفع على الفرقة وسيزيد من مواردها المالية وقد تحصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي.

فرق في كل أنحاء قطر
من ناحية أخرى يرى الكاتب خليفة السيد أن الأعمال التي شاهدناها مؤخراً تعتبر أمراً إيجابياً ولكن الأزمة ستظل موجودة بالنسبة للمسرح ما دامت هناك فرقتان فقط ، ولو أن هناك فرقاً مسرحية عديدة ربما نشاهد عروضاً متواصلة طوال العام، ونحن لدينا فرق شبابية نسمع عنها ونشاهد أعمالها ولكنها لا تدعى للمشاركة في مثل هذه المحافل، وكأن هناك انفصاماً بين فن هؤلاء وتلك رغم أن المسارح كلها تقدم أعمال متجانسة ومتكاملة في موضوعات مشتركة.
مؤكدا أن هذه المسارح لو انضمت أعمالها الى الفرق سيكون هناك غزارة في الإنتاج ولن نشاهد انقطاع لفترات طويلة وغياب عن الجمهور.
وعن غياب بعض الفنانين القطريين وانقطاعهم عن المسرح يقول خليفة: الفنان القطرى لا يزال عطاؤه مستمراً ويعطي ويحب العمل المسرحي ولكن هناك حالة من عدم التنسيق تجعل البعض يعزف عن المشاركة، فالنخبة منهم مرتبطون بأعمال أخرى والمسرح لديهم لم يعد في مقدمة الاولويات كما السابق إلا أنهم يعشقون المسرح أيضاً ولكن لأسباب عديدة منها الأجور المادية وعدم وجود خشبات مسرح أصبح لدينا مسرحيون دون مسرح، فهناك العديد من المسرحيين لا ينضمون إلى الفرقتين الموجودتين وأنا أحد هؤلاء فأين يمكننى العمل حيث لا نجد مسرحاً أو فرقة وهو أمر سلبي جدّا.
ويشير السيد الى ضرورة إيجاد فرق مسرحية أخرى لتحريك واقع المسرح حتى يصبح لدينا نوع من الجديّة وحتى تكون هناك منافسات شريفة ترتقي بالمسرح فلا يعقل أن نكون في عاصمة الثقافة العربية ولا يوجد لدينا سوى مسرحين فقط.
وعن أمنياته قال خليفة السيد إنه يتمنى أن يرى فرق مسرحية كبيرة موزعة في كل أنحاء قطر كأن تكون هناك فرقة في الوكرة وأخرى في الخور وثالثة في الشحانية ورابعة في الجميلية.

مسرح التربية هو الحل
بينما يرى الفنان أحمد عفيف أن حالة الحراك التي شهدناها لا تستمر طوال السنة مع الأسف والسبب من وجهة نظره أنه الدعم المادي في المقام الأول حيث ينبغي على وزارة الثقافة زيادة المخصّصات المالية للمسرح وللفرق الأهلية، واستغرب عفيف من الدعم الذي يخصّص حالياً لكل عمل وكيف تستطيع الفرقة من خلاله أن تمنح أجوراً لفنانين يستغرقون تقريباً شهراً في البروفات فضلاً عن المخرج والمؤلف والأزياء والديكور والإضاءة وغيرها من الأمور الفنية التي تحتاج الى مبالغ كبيرة حتى نستطيع أن نقدّم عملاً جيداً نستعيد به أمجادنا المسرحية.
وعن زيادة أعداد الفرق المسرحية فيرى عفيف أن فرقتين كافيتين على مستوى قطر ولا ضرر من إضافة فرقة ثالثة لتستوعب بقية الفنانين غير المنتسبين الى كل من الفرقتين وألا يكون عليها خلاف، ولكن من وجهة نظرى فإن فرقتين مسرحيتين كافيتان لتقديم جميع الأعمال خاصة أنه لا يوجد سوى خشبة مسرح واحدة.
ومن جانبه طالب الفنان أحمد عفيف بضرورة بناء مسرحين آخرين مع مسرح قطر الوطنى لاستيعاب الحركة المسرحية في قطر شريطة أن تكون المسارح الجديدة على مستوى خشبة مسرح قطر الوطني نفسه، والتي يقول عنها إنها من المسارح المتميّزة وإنه شاهد العديد من المسارح في مختلف دول العالم ولم يشاهد مثل مسرح قطر الوطني من حيث التجهيزات والتصميم وغيره.
وأكد الفنان أحمد عفيف أن حل أزمة المسرح يكمن في زيادة الدعم المالي للأعمال المسرحية وعودة مسرح التربية الذي كان يخرّج لنا أجيالاً من الفنانين في جميع المجالات: التمثيل والإخراج والغناء والتلحين جميعهم كنا نكتشفهم في مسرح التربية حيث كان لدينا جيل مثقف وواعٍ.
وتمنى أن يعود المسرح الى سابق عهده وقت أن كان يشار للفرق المسرحية القطرية بالبنان بين جميع فرق العالم وكنا ندعى الى جميع المهرجانات لننافس وليس فقط لنشارك، كما أعرب عن أمنياته أن تخلص لجنة المشاهدة والتي ستقرّر العمل الخاص بالمشاركة في مهرجان المسرح الخليجى لتكون أسفار الزباري هي العمل المشارك.